الموسيقى هي أحد أهم العناصر في تحديد الهوية كونها مرتبطة بالإنسان والأرض والعادات والتقاليد، ومصاحبة له في كل تطورات حياته وحضارته، ويعد أفلاطون الموسيقى إحدى المحركات الرئيسية السامية للبشر، وبحسب ابن خلدون فإن أول مظهر من مظاهر انعدام المدنية هو انعدام أو تدني الموسيقى، وقيل أن الموسيقى هي ما يسبق الكلام ويتجاوزه عندما يعجز هذا الأخير عن التعبير.

الموسيقى ليست ترفاً أو مجرد ترفيه أو طرب كما يعتقد العامة من الناس، وإنما هي وسيلة تعبير بواسطة النغمات والإيقاعات.

ففي البدء كانت الموسيقى مقتصرة على طقوس العبادة و تؤدى في دور العبادة وفي المناسبات والاحتفالات الدينية، وكانت عبارة عن وسيلة ربط بين الإنسان والإله، ومن ثم تم استخدام الموسيقى في الحروب لتحفيز المقاتلين وتوحيد الصف وبث الرعب في الأعداء، ثم تطورت تدريجياً لتصاحب الموسيقى الطقوس الاجتماعية مثل الولادة والختان والزفاف والموت، وكذلك صاحبت الأعمال اليومية أمثال أغاني الزراعة والبناء والرعي.

مقطع من ورقة الموسيقى وحرية التعبير لرفيق العكوري ضمن مشروع منتدى الحرية